في ذكرى حريق الأقصى المشؤوم:
الهيئة الإسلامية العليا تؤكد أن الحرائق ضد الأقصى ما زالت مشتعلة حتى الان وبصور مختلفة..!
القدس المحتلة 19-8-2010
أكدت الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة أن الحرائق لم تتوقف بحق المسجد الأقصى المبارك منذ تاريخ 21 / 8 / 1969م وهو يوم الحريق المشؤوم بحق المسجد الأقصى المبارك، وحتى يومنا هذا، بل ازدادت المخاطر المحدقة بهذا المسجد.
وقالت الهيئة في بيان عممته، اليوم، لمناسبة ذكرى حريق المسجد الأقصى، أن المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى حتى هذا اليوم تتمثل بثلاثة أمور، أولها الحفريات وشبكة الأنفاق أسفل الأقصى وفي محيطه.
ولفتت الهيئة إلى وقوع عدة انهيارات في بلدة سلوان نتيجة هذه الحفريات والتي كشفت عن شبكة أنفاق متوجهة إلى المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى التشققات في الجدار الشرقي والجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وسبق أن حصلت عدة انهيارات وتشققات في المباني الأثرية الوقفية الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى، كما انهار مدخل دائرة الأوقاف الإسلامية في باب المجلس، ولا تزال هذه الحفريات تهدد بنيان المسجد بالانهيار.
وأوضح بيان الهيئة "أن ثاني هذه المخاطر يتمثل بالاقتحامات المتوالية وشبه اليومية من قبل اليهود المتطرفين اليهود لباحات المسجد الأقصى المبارك، وبحماية الشرطة- هذه الاقتحامات التي تنتهك حرمة المسجد، وتستفز مشاعر المصلين المسلمين".
وأضافت "أن ثالث هذه المخاطر يتعلق بسيطرة قوات الاحتلال الصهيوني على الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى والتحكم فيها، وتحديد أعمار المصلين وبخاصة أيام الجمع، وإصدار قرارات منع دخول عدد من المصلين المسلمين لعدة أشهر، وعرقلة إدخال مواد الترميم للمسجد، والتدخل في أعمال لجنة إعمار المسجد، ومحاولة سلب صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس شيئاً فشيئاً!!".
وجاء في البيان الخاص للهيئة في ذكرى الحريق المشؤوم: "لقد فوجئ أهل بيت المقدس بنشوب الحريق المشؤوم في المبنى الرئيسي القبلي للمسجد الأقصى المبارك وذلك صباح يوم الخميس في 7 جمادى الآخرة 1389هـ وفق 21 / 8 / 1969م، والذي أتى على منبر صلاح الدين الأيوبي وعلى أجزاء من سقف المبنى الرئيسي القبلي للمسجد الأقصى المبارك، كما شمل الحريق أجزاء من قبة المسجد الداخلية بالإضافة إلى إتلاف بعض الشبابيك (النوافذ) وحرق كميات كبيرة من المصاحف والسجاد والبسط والمفروشات، للدلالة على أن الحريق كان في عدة
مواقع، وهذا يؤكد أن المجرمين كانوا أكثر من واحد، وليس فقط المجرم (مايكل دنس روهان) الذي قيل عنه انه استرالي الجنسية.
وشددت الهيئة على أن سلطات الاحتلال الصهيوني تتحمل كامل المسؤولية عن هذا الحريق العدواني لعدة أسباب منها: "أن وسائل الإعلام الصهيونية بدأت تروّج أخباراً كاذبة للتمويه والتضليل بأن الحريق يعود إلى تماس كهربائي، وذلك لصرف الناس عن السبب الحقيقي للحريق، وعدم الإعلان عن مجريات التحقيق مع المجرم مايكل دنس روهان، وإلصاق صفة الجنون والاختلال العقلي بهذا المجرم حتى تعفيه من المسؤولية عن حرق المسجد وحتى لا تحيله إلى المحكمة، وبهذا أغلق الملف، وتعمٌدت السلطات المحتلة إخفاء هذا المجرم عن وسائل الإعلام فلم يعلن عن وجوده حتى الآن، بالإضافة إلى أن سلطات الاحتلال لم تحاول البحث عن سائر المجرمين الذين شاركوا في هذا الحريق، فضلاً عن أن المواد التي استخدمت في الحريق هي مواد شديدة الاشتعال ومن المواد النادرة ولا توجد في الأسواق، وإنما تملكها الدول والجيوش، وعرقلة وصول سيارات الإطفاء التابعة لبلديات الخليل وبيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والبيرة ورام الله، والتي هبت للمشاركة في إطفاء الحريق، ولم تصل إلا بعد الساعة العاشرة صباحاً، في حين أن الحريق بدأ حوالي الساعة السابعة صباحاً".
وأكدت الهيئة "أن لهذا الحريق المشؤوم تداعيات كثيرة وكثيرة، ومن أهداف هذا الحريق إيجاد تبرير لفرض حل لمدينة القدس يهدف إلى تدويلها، ولكن أهل بيت المقدس رفضوا فكرة التدويل واعتمدوا على أنفسهم وهبوا رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً لإطفاء الحريق، فلم يستعينوا بهيئة الأمم ولا بمجلس الأمن، بل قامت الهيئة الإسلامية العليا بالقدس بعقد مؤتمر صحفي بعد الحريق المشؤوم، وأعلنت تحميل المسؤولية للسلطات المحتلة، كما أعلنت عن تشكيل لجنة من المهندسين المتخصصين ولجنة أخرى لجمع التبرعات، وتولت الهيئة الإسلامية العليا ودائرة الأوقاف الإسلامية الإشراف المباشر على إزالة آثار الحريق والعمل على بدء الترميم والصيانة للمسجد".
واختتمت الهيئة بيانها بالقول: "هذا مجمل الوضع العام للمسجد الأقصى المبارك بعد مرور واحد وأربعين عاماً على الحريق المشؤوم، لنؤكد على شد الرحال في جميع الأوقات والأيام، ولا تنازل عن أي ذرة تراب من الأقصى". وذكّرت بأن يوم (21 / 8) من كل عام هو اليوم العالمي لنصرة الأقصى.